سبنسر كوكس… الجمهوري الذي اختار أن يكون قائدًا مختلفًا
سبنسر كوكس

سبنسر كوكس… الجمهوري الذي اختار أن يكون قائدًا مختلفًا

في زمنٍ يزداد فيه الخطاب السياسي الأميركي قسوةً واستقطابًا، يطلّ سبنسر كوكس، حاكم ولاية يوتا، كصوتٍ استثنائي يحاول أن يبحر عكس التيار.

لم يأتِ ظهوره الأخير في أعقاب اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك مجرّد موقف عابر، بل بدا كأنه شهادة حيّة على أن السياسة يمكن أن تكون وجهًا آخر للرحمة والتعاطف.

كوكس، بخطابه البسيط والصادق، طرح سؤالًا جوهريًا أمام الأميركيين: “هل نحن أمام نهاية فصل مظلم في تاريخنا، أم بداية لفصل جديد؟”.

لم يكن كلامه مجرد شعارات، بل دعوة صريحة لكسر دائرة الكراهية والانقسام.

وهو إذ استحضر وصيةً قال إنه تعلّمها من كيرك: “سامحوا أعداءكم دائمًا، فلا شيء يزعجهم أكثر من ذلك”، أعاد إلى الواجهة فكرة أن القوة الحقيقية هي في الغفران لا في الانتقام.

@cnn

Utah Governor Spencer Cox quotes Charlie Kirk in emotional message to young people. #cnn #news #charliekirk

♬ original sound – CNN

قائد يضع الرحمة فوق السياسة

منذ بداياته، لم يتردّد كوكس في مخالفة الخط العام لحزبه حين يرى أن الرحمة أولى من المكاسب السياسية.

ففي عام 2022، عندما اعترض على قانون يمنع المتحوّلين جنسيًا من المشاركة في رياضات الفتيات، كتب أنه اختار أن يميل إلى “الرحمة واللطف”، حتى وإن كلّفه ذلك غضب حلفاء ترامب.

هذا النهج أكسبه احترام شريحة واسعة من الديمقراطيين والجمهوريين المعتدلين، وفتح الباب أمام صورته كقائد يتجاوز الحسابات الضيقة.

سياسة إنسانية لا تُقسِّم

كوكس لم يكتفِ بالكلمات. كرئيس للرابطة الوطنية للمحافظين، أطلق مبادرة “Disagree Better” – أو “لنختلف بشكل أفضل” – لتشجيع الأميركيين على النقاش بلا عداء.

وفي مقاطع مصوّرة مع حكّام ديمقراطيين مثل ويس مور وجارد بوليس، قدّم صورة نادرة لسياسيين من ضفتين مختلفتين يلتقون حول إنسانية مشتركة، ويسخرون حتى من صلعهم، ليذكّروا الناس أن السياسة لا يجب أن تفسد الروابط الإنسانية ولا موائد العائلات.

اقرأ أيضًا: التسامح عند سبنسر كوكس… والانقسام عند راغب علامة وفضل شاكر

ليما الملا