من مدينة الترفيه إلى مدينة الدموع.. هوليوود تحترق والاقتصاد الأمريكي يرتجف!
قبل أن نبدأ دعني أسألك: هل تعلم أن عائدات الفن في العام الواحد، أكثر بكثير من الخسائر التي خلفتها الحرائق في لوس أنجلوس؟!
اقرأ: حرائق لوس أنجلوس: لماذا تهمّنا كعرب وكيف يمكن أن تؤثّر علينا؟! – فيديو
حقيقةً الكثير منا أدمن أو كانت له ذكريات وسهرات مع أفلام هوليوود، وتأثر بمشاهدها التي كانت مرة تحاكي مشاعرنا الإنسانية، ومرة تحاكي خيالنا الإبداعي أو الجنوني.. مرة أخرى!
اقرأ: تايلور سويفت تدعم ضحايا حرائق لوس أنجلوس بتبرعات ضخمة!
المهم، اليوم لن نتحدث مثلًا عن مساحة هوليوود التي تزيد عن 64 كيلو متر مربع، أو عن سكانها الذين يبلغ عددهم 130 ألف.. لأنه هذا الشيء غير مهم كثيرًا؛ فهناك أشياء مهمة وصادمة ومشوقة تثير الفضول فعلا!
اقرأ: والدة بيونسيه تبكي أطلال منزلها بسبب حرائق كاليفورنيا! – فيديو مؤثر
سنتحدث عن هوليوود، مركز التسلية، ونافذة الترفيه، التي يطل منها أغلبنا على عالم الفن والسينما التي ظلت مدة طويلة تمد العالم بالتسلية والإمتاع، وكيف تحولت خلال 3 أيام إلى مدينة البكاء وليست للترفيه!
اقرأ: حرائق كاليفورنيا تصل شركة ميتا وبياناتكم في خطر! – وثيقة
قبل ثلاث سنوات تقريبًا، وتحديدًا لما أضرب مشاهير هوليوود، قرأتُ معلومات جدًا صادمة، بعدما كشفتْ نقابة الاتّحاد حينها عام 2021 أن 2.4 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يعملون في السينما والتلفزيون بشكل مباشر وغير مباشر.
اقرأ: حرائق كاليفورنيا آخر التطورات: الخسائر والأضرار! – صورة
حينها، تخيل أن تكلفة الإضراب كانت 30 مليون دولار يوميًا قد تستغرب من هذا الرقم.
ولكن ماذا، لو قلت لك إنّ الأعمال الهوليوودية قد تتخطى الـ 250 مليار دولار في العام الواحد؟
اقرأ: جاستين بيتمان: الأمير هاري وميغان ماركل استغلا حرائق كاليفورنيا!
بل ماذا لو قلت لك إنّ الفنون بشكل عام أسهمت في ضخ أكثر من 763 مليار دولار في الاقتصاد الوطني الأميركي في عام 2015 وحده، ربما تندهش أكثر، ولكن فعلا هذا أمر طبيعي؛ لأن الصناعة الهوليوودية وحدها تضخ على كل ساعه بث للأعمال التلفزيونية أو السينمائية 150 ألف دولار، وإن كانت هذه الأرقام لأول مرة تعرفها واستغربت منها!
اقرأ: حرائق لوس أنجلوس دمّرت منزل بيرين سات وانهيار زوجها! – فيديو
فلا تنسى أن هدفي منها، هو إنني أوصلك إلى المَشاهد الحقيقة، في لوس أنجلوس، وخفاياها، وأفتح لك نافذةَ الخيال، تجاه مدينة كانت تسمى مدينة الترفيه طوال القرن الماضي، وخلال ثلاث أيام، أصبحت مدينة الحزن والبكاء.. وهذا هو الشيء المثير للاستغراب حقيقةً!
كيف لا؟
وخلال بضع أيام أكلت النيران “الأخضر واليابس” وهناك أكثر من 6 ملايين شخص معرضون للخطر، وأكثر من
275 مليار دولار تكلفة هذه الكارثة، وأكثر من 12 ألف منزل احترق، وليس هذا فقط؛ لأن الرياح لا زالت تهدد الغابات، وهذا قد يؤثر على إقبال السُّياح على المناطق السياحة، التي كان يقصدها، آلاف الزائرين؛ لأجل قضاء أوقاتٍ جميلة وسعيدة، مع عائلاتِهم وأطفالِهم؛ أموال أنجلوس واجهة سياحية يتوافد إليها الملايين سنويًا.
ومن خلف هذه الأرقام، كان هناك تصويت مُلفِت أجريته، “أكاديمية الفنون والصور المتحركة”، هذا التصويت كان لغاية 17 يناير، ولكن تم تمديده حتى 23 يناير، وهو الذي سيحدد؛ هل سيكون هناك حفل توزيع جوائز الأوسكار؟
لأنه يُحتمَل أن يتوقفَ حفل توزيع جائزة الأوسكار، لأول مرة منذ 96 عامًا.
خصوصًا أن موضوع الاحتفال، انقسم فيه النجوم بين مؤيدٍ ومُعارض، فهناك نجوم يريدونه أن يُقام، ويعتبرونه احتفالًا بالحياة، وشيئًا إيجابيا، وهناك مَن يرَونَ أن الوقت لا يسمح بهذا الاحتفال، في الوقت الذي تمر فيه لوس أنجلوس بكوارث، منهم كاتب الرعب الشهير “ستيفن كينغ”، وكذلك الممثلة جين سمارت.
وكثير من نجوم هوليوود الذين يملكون المنازل الفاخرة، قد فقدوها وأصبحت رمادًا، وهذا بخلاف أنّه يؤثر على الاقتصاد الأمريكي، فإنه أيضًا يؤثر في نفسياتهم ومزاجياتهم وإنتاجهم..
وقبل أن نركز على أسعار منازلهم الباهظة للغاية، يجب أيضا أن نركز على أنهم فقدوا جزءًا كبيرًا من ذكرياتِهم، ولوحاتهم الفنية..
فليس كل الأشياء تقاس بثمنها، فهناك أشياء تقاس بما عشنا فيها ومعها من ذكريات وانسجمت معها أرواحنا؛ فالذكريات إن لم تكن فنًا من فنون المشاعر والأحاسيس.. صدقني إنها لوحة فنية رسمتها ريشة اللحظات والأيام التي مرت ومضت؛ فجعلتها غالية..!
اقرأ: زيلينسكي يرسل 150 رجل إطفاء أوكراني لمكافحة حرائق كاليفورنيا! – صور
أخيرًا، لن يتركني فضولي أن أسألك:
هل شاهدت مثلًا دموع مشاهير هوليوود وهم ينظرون إلى منازلِهم وهي تحترق؟
ستجيبني: نعم شاهدتها، تشبه أفلام الخيال التي كانوا ينتجونها فأقول لك: صدقت هي تشببها تمامًا من ناحية المشاهد، ولكنها تختلف من ناحية الشعور!
أنور شداد