أثناء تصفحي لوسائل التواصل الاجتماعي، لاحظت العديد من التعليقات التي تعبر عن الفرح والشماتة بما يحدث في لبنان.
اقرأ: رسالة كوليس للشّامتين في ما يحدث في لبنان!
مشاهد المجازر وقتل الأطفال والنساء والأبرياء كانت تُستغل بطريقة عنصرية وطائفية، متجاهلين بذلك كل مبادئ الإنسانية والأخلاق.
لقد استغربت من هذه التصرفات الصادمة، حيث أن الله قد وصف النبي محمد ﷺ ( وإنك لعلى خلق عظيم ). كيف يمكن لنا أن نعتبر أنفسنا أتباع هذا النبي الكريم إذا كنا نشمت بآلام الآخرين؟ إن الشماتة والمعايرة في مثل هذه الأوقات العصيبة تدمران المبادئ والقيم التي يجب أن نبني عليها حياتنا ومجتمعاتنا.
اقرأ: اللبنانيون يفضحون نتنياهو بعد خطابه لهم! – فيديو
الله سبحانه وتعالى بيّن في كتابه الحكيم أن كل إنسان سيحاسب على أفعاله ، حيث قال الله تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ). لا يُحاسب الإنسان بناءً على مظهره أو لباسه، بل على أعماله .
الأزمة في لبنان تحتاج إلى تعاطفنا ودعمنا وليس شماتتنا. يجب أن نتذكر أن الألم والمعاناة ليستا مناسبة للفرح أو الاحتفال بل هما دعوة للتضامن والعمل معًا للوصول إلى حلول تحقق السلام والعدل. نحن مطالبون بتقديم يد العون والدعم لكل من يعاني، دون النظر إلى خلفياتهم الدينية أو المذهبية او العرقية .
إن استجابتنا للأحداث في لبنان يجب أن تكون مليئة بالرحمة والتعاطف. هذه هي القيم التي يمكن أن تبني عليها مجتمعاتنا وتحقق الوحدة والسلام الحقيقي.
دعونا نترك الشماتة جانبًا وأن نركز على بناء عالم أفضل، مبني على التفاهم والاحترام المتبادل.
ليما الملا