هذا الفيروس الخطير يرعب الناس فهل يصل إلى العالم العربي؟
جدري القردة هو مرض فيروسي نادر ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ويمكن أن ينتقل بين البشر.
اكتشف الفيروس لأول مرة عام 1958 في مستعمرات القردة المخبرية ولذلك سُمي بجدري القردة. يشبه المرض إلى حد كبير جدري الماء حيث يتسبب في ظهور طفح جلدي مؤلم وتورم في الغدد الليمفاوية وارتفاع في درجة الحرارة. تبدأ الأعراض عادة في الظهور بعد فترة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة وتشمل ظهور طفح جلدي يبدأ عادة على الوجه ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
تتحول البثور الصغيرة إلى قشور تسقط تدريجياً مع مرور الوقت. إضافة إلى الطفح الجلدي يعاني المصابون من ارتفاع في درجة الحرارة وألم في العضلات والمفاصل وشعور بالإرهاق والضعف. يعد تورم الغدد الليمفاوية خاصة في منطقتي الرقبة والإبط من الأعراض الشائعة لهذا المرض.
ينتقل فيروس جدري القردة بعدة طرق منها ملامسة الطفح الجلدي أو السوائل الناتجة عنه وكذلك التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة أثناء صيدها أو سلخها أو طهيها. يمكن أيضاً انتقال الفيروس عن طريق مشاركة الأدوات الشخصية مثل الملابس أو أغطية الفراش الخاصة بالمصابين. إضافة إلى ذلك يمكن للفيروس الانتقال عبر اللعاب والمادة المخاطية عند السعال أو العطس ولكنه أقل انتشاراً مقارنة بفيروسات أخرى مثل فيروس كورونا. كما يمكن للحامل المصابة أن تنقل الفيروس إلى جنينها خلال الحمل أو أثناء الولادة. الفئات الأكثر عرضة للإصابة تشمل الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات المصابة مثل القرود والسناجب وكذلك الذين يعيشون في مناطق ينتشر فيها المرض أو يمارسون الجنس مع شركاء جدد أو متعددين.
حتى الآن لا يوجد علاج محدد لجدري القردة ولكن يمكن التخفيف من الأعراض باستخدام الأدوية المسكنة للألم وخافضات الحرارة. للوقاية من المرض يُنصح بتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو الحيوانات التي قد تكون ناقلة للفيروس وغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد التعامل مع أي مواد مشبوهة. يمكن استخدام اللقاح المخصص لمرض الجدري في بعض الحالات الخاصة للوقاية من جدري القردة وتواصل الأبحاث حالياً العمل على تطوير لقاحات جديدة تكون أكثر ملاءمة للاستخدام الواسع.
اتباع إرشادات الوقاية والتوعية بشأن جدري القردة يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل معدلات الإصابة ومنع انتشار الفيروس في المجتمعات.
ليما الملا
