ترامب يحظر عمليات التحول الجنسي ويثير الغضب!
ترامب

الرئيس الأمريكي لم يعد أقوى شخص في العالم!

منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية كان مركز الثقل وصنع القرار عادة ما يصدر من الساحل الشرقي لوجود نيويورك كمركز مالي واقتصادي هام كون المدينة الملقبة بالتفاحة الكبيرة تضم المقرات الرئيسية لأكبر البنوك وشركات التأمين وسوق البورصة المعروف بـ(وول ستريت) بالإضافة إلى واشنطن دي سي العاصمة التي يخرج منها القرارات السياسية.

ولكن منذ مطلع الألفية الجديدة انتقل مركز الثقل في الولايات المتحدة وبخطى ثابتة نحو الساحل الغربي وتحديداً ولايتي كاليفورنيا وواشنطن ستايت اللتان تمتلكان في الوقت الحالي أكبر وأغنى وأهم الشركات ليس على مستوى الولايات المتحدة فحسب بل على مستوى العالم برمته.

ففي كاليفورنيا إلى جانب صناعة السينما ووجود ثروة نفطية وزراعية هائلة، ولد سيليكون فالي المقر الرئيسي لأكبر شركات عالم التكنولوجيا في العالم والحاضن لشركات كبرى مثل أبل، ميتا، أوراكل، وغوغل وأمازون. أما في ولاية واشنطن فيوجد شركة مايكروسوفت بالإضافة إلى بوينغ وكلاهما لا يقلان قوة أو أهمية عن الشركات في سيليكون فالي.

انتقال مركز الثقل الأمريكي من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي ظهر بوضوح أثناء تنصيب دونالد ترامب حيث كان كبار الشخصيات في حفل توليه الرئاسة رسمياً رؤساء وملاك الشركات الكبرى على الساحل الغربي تقدمهم جيف بيزوس، مارك زوكربيرغ وغيرهم من أصحاب القرار في شركات التيك العملاقة التي أصبحت تتحكم الآن بحياة أغلب سكان الأرض سواء كانوا شعوب أو دول.

فعلى سبيل المثال شركة مثل غوغل بمقدورها شل الحركة تماماً فوق هذا الكوكب في حال اتخاذها قرار توقفها عن العمل ولو ليوم واحد، وشركة مثل أبل تستطيع إيقاف الاتصالات بين البلدان والأفراد إذا اتخذت قراراً مشابهاً، وبمقدور ميتا إلغاء التواصل الاجتماعي بين الأفراد والأسر بوقفها عن العمل.

كل تلك الأمور مؤشرات على أن الرئيس الأمريكي لم يصبح أقوى رجل في العالم كما كان يعرف عنه منذ نهاية الحرب الباردة، وأن أصحاب وملاك شركات التكنولوجيا هم من يتحكمون بحياة الإنسان اليومية ناهيك عن امتلاكهم المعلومات الخاصة بكل شخص يمكنهم من خلالها التعرف على مكانه وعلاقاته ومصدر دخله ومعلومات شخصية من المفترض أن تكون خاصة وسرية.

إذا كان هناك درس ممكن لأيّ شخص أو مجتمع أو حكومة تعلمه من ذلك ان العلم والمعرفة هما سلاح المستقبل، والبلدان التي تكتفي بشعارات الوطنية لن يكون لها مكان في المستقبل القريب، ولكن الأهم من ذلك أن العلم والمعرفة يرافقهما الأخلاق التي لو لم تكن في صلب العلم والمعرفة فسيصبح وقتها الأمر إرهابًا، وهذا ما يجب التحسب منه في حال اتخاذ أي مجتمع أو حكومة قرارًا بجعل العلم والمعرفة في قمة أولوياتهما.

ليما الملا