العقود الطبية وحقوق المرضى: تحليل قضية ريهام سعيد!

في عالم الطب، يتمّ تقدير العلاقة بين المريض والطبيب باعتبارها قاسم مشترك يقوم على الثقة والاحترافيّة والوضوح. ومن هذا المنطلق، تتطلب الإجراءات الطبيّة، لا سيّما تلك التي تتضمّن تعديلات تجميلية، إبرام عقود واضحة تُلزم الطرفان بالتزامات محددة مُعلَّنة للطرفين. الحالة التي شغلت الرأي العام بين المذيعة ريهام سعيد والدكتور نادر صعب تُعتبر نموذجًا لفهم أهمية الاتفاقيات المُبرمة والتحلي بالمسؤوليّة من كلا الطرفين.

اقرأ: ريهام سعيد تقلب الطاولة وتكشف مستندًا خطيرًا من الجامعة الأمريكيّة في بيروت وبالفيديو! – وثيقة

التغطيات الإعلاميّة الأخيرة التي أوردت معلومات عن تُهم محتملة بحق السيدة سعيد قد تتسبب في حبسها بناءً على الأحداث الأخيرة تستوجب تحليلًا يتجاوز السّطح وينظر في العمق إلى الإطار القانوني والأخلاقي المحيط بالقضية.

اقرأ: ريهام سعيد تستعين بجويل مردينيان لمواجهة نادر صعب والقضية تشتعل!

إن الظهور الإعلامي للقضية يمكن أن يلعب دورًا مزدوجًا؛ فمن ناحية، يسمح بتسليط الضوء على ممارسات قد تحتاج لمزيد من الرقابة والمساءلة، ومن ناحية أخرى، قد يؤدي إلى بناء رأي عام قبل إتمام الاجراءات القانونية، مما ينتهك المبدأ الأساسي للعدالة القائم على أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.

يجب التأكيد على أهمية الشفافية والموافقة الواعية قبل الخضوع لأي إجراء طبي، وهو ما يبدو أنه حدث في العلاقة التعاقدية بين الدكتور نادر وريهام سعيد، حيث وُثقت الأحكام التي تنظم ذلك الإجراء بموجب عقد.

إن العقود، وبخاصة تلك التي تتخذ شكل اتفاقيات طبية، تُفترض أن تكون وثائق تحمي الأطراف المتعاقدة. وعليه، يُعتبر العقد الموقع بين د. نادر صعب والمذيعة المصرية ريهام سعيد بمثابة التزام متبادل يحدد حقوق وواجبات كل طرف.

التداول الإعلامي لحيثيات القضية يعكس بوضوح التعقيدات المُحتملة في مثل هذه الحالات. فعلى سبيل المثال، حتى وإن كانت الموافقة الأولية قد تمت، فإن ذلك لا يعفي الطرف الطبي من المسؤولية تجاه النتائج والأضرار الجانبية، خاصة إذا كانت تلك الأضرار ناتجة عن إهمال أو تقصير في الإجراءات الطبية.

ومع ذلك، فإن القضايا المتعلقة بالنتائج السلبية بعد عمليات التجميل لا يمكن تقييمها بشكل عادل ومنصف دون تقصي الحقائق، بما فيها مدى تطابق الإجراء الذي أُجري مع المعايير الطبية المقبولة والمتوقعة في مثل هذه الحالات.

ولهذا لا ينبغي أن يكون الالتزام في بنود العقد عائقاً أمام المطالبة بالحقوق الأساسية للمريض. وفي الحالات التي تحدث فيها مضاعفات ما بعد الجراحة، من الضروري التمييز بين ما هو مطابق لما ورد في العقد وبين ما يمكن اعتباره إهمالًا طبيًا أو تشويهًا.

تشير الشكاوى التي أثيرت من قبل ريهام سعيد إلى مسألة تشويه الوجه – وهو ادعاء جدي ويستحق التحقيق دون شك. من الصعب تبسيط القضية إلى مسألة الالتزام بالعقد فحسب، بل يجب أن تُأخذ الاعتبارات الأخلاقية والطبية في الحسبان.

من جانبه، يُظهر د. نادر صعب أنه حريص على حماية سمعته المهنية من خلال اللجوء إلى القضاء. ومن حقه كطبيب أن يدافع عن نفسه ضد الادعاءات التي تُلحق الضرر بسمعته. تحمي الإجراءات القانونية مصالح الأطباء وتحفظ الثقة في النظام الطبي، لكنها أيضًا يجب أن تحمي المرضى من التعرض لأي ضرر جسيم نتيجة للإهمال الطبي.

فيما يتعلق بالادعاءات المُتبادلة واستخدام المنابر الإعلاميّة لشنّ الاتهامات، يبقى من الأساسي اللجوء إلى السبل القضائية الرسمية. فإن كان هناك ما يُشير إلى سوء ممارسة أو خداع، فيجب على الجهات المعنية والمختصة تقصي الحقائق. وفضلاً عن ذلك، تبقى سمعة المهن الطبيّة والفردية حقًا معنويًا يحظى بالحماية، ويتعيّن التعامل معه بحذر.

اقرأ: نادر صعب: لم يكن في إمكاني أن أحسن وجه ريهام سعيد أكثر مما فعلته! – فيديو

في خضم الجدل الدائر حول الإجراءات القانونية بين المذيعة ريهام سعيد والدكتور نادر صعب، يبدو أن مركز الصراع ينطوي على تفسيرات متباينة ومشاعر متأزمة تجاه عملية التجميل التي أجريت في مستشفى الدكتور صعب ببيروت. خلال هذه المواقف المتشابكة، يبرز أهمية الفصل بين الحقائق والاتهامات المتسرعة. وفي هذا السياق، توجد حاجة ماسة لإلقاء الضوء على الجانب القانوني والأخلاقي المتمثل في تعاقدات الرعاية الصحية وتبعاتها.

إن أي حل لابد أن يقوم على أرضية صلبة من الحجج القوية والأدلة العلمية والشهادات الطبية، لا سيما أن القضاء يجب أن يكون آخر خط دفاع عن حقوق الإنسان، بما في ذلك حق العلاج الآمن والفعال.

لا يمكن إغفال دور الصحافة ومنصات التواصل في عرض المواضيع الحساسة للعامة. يتوجب عليها الالتزام بتقديم المعلومات بنزاهة ودقة، مع الحذر من إظهار تحيز أو نشر اتهامات قد تضر بالأشخاص أو القطاعات المهنية بلا مبرر.

تتساءل كوليس عما إذا كان بإمكان الإعلام التعامل مع هذه القضايا بحياد وموضوعية أم أن طريقة تقديمه تُعقد الوضع أكثر⁉️🤔

ليما الملا