في رسالة إنسانية لاقت إشادة واسعة، وجّه الملك تشارلز الثالث نداءً مؤثرًا حول أهمية الكشف المبكر عن السرطان، مؤكدًا أن التشخيص المبكر “ينقذ الأرواح بكل بساطة”، وذلك خلال رسالة مصوّرة بُثّت عبر قناة Channel 4 ضمن حملة Stand Up To Cancer.
الملك تشارلز، البالغ من العمر 77 عامًا، تحدث بصراحة نادرة عن تجربته مع العلاج، كاشفًا أن وتيرة علاجه ستُخفَّف خلال الفترة المقبلة، مع استمراره في المتابعة الطبية، دون الإفصاح عن نوع السرطان الذي يتلقى العلاج منه. ورغم ذلك، شدد على أن تجربته الشخصية عززت قناعته بأهمية الفحوصات الدورية وعدم تجاهل الدعوات الرسمية للكشف المبكر.
التشخيص المبكر… فرص تُهدر
في رسالته المسجلة من قصر كلارنس هاوس، عبّر الملك عن قلقه من أن نحو 9 ملايين شخص في المملكة المتحدة لم يواكبوا فحوصات السرطان المتاحة لهم، واصفًا ذلك بأنه “تسعة ملايين فرصة ضائعة للتشخيص المبكر”.
وقال الملك تشارلز إن كثيرين يتجنبون الفحص بسبب الخوف أو الإحراج أو القلق من عدم الراحة، مؤكدًا أن “لحظات بسيطة من الانزعاج أقل ثمنًا بكثير من الطمأنينة التي يمنحها الكشف المبكر، أو فرصة إنقاذ الحياة عند اكتشاف المرض في مراحله الأولى”.
إشادة طبية وتأثير واسع
من جانبها، وصفت كلير غارنزي، المديرة الطبية المساعدة لتحالف السرطان في مانشستر الكبرى، رسالة الملك بأنها “قوية جدًا”، مشيرة إلى أن حديث شخصيات ذات تأثير عالمي عن تجاربهم الصحية يسهم بشكل مباشر في رفع الوعي وتشجيع الناس على اتخاذ خطوة الفحص.
وأضافت أن هذه الرسائل تذكّر الجميع بأن السرطان “قد يصيب أي شخص”، وتساعد على كسر حاجز الخوف المرتبط بالكشف المبكر.
دور الملك… أبعد من البروتوكول
الكاتب والمؤرخ في الشؤون الملكية جوناثان ديمبلبي، وهو صديق مقرّب للملك تشارلز، رأى أن هذه الرسالة تجسّد “الدور الفريد للسيّد”، مشيرًا إلى أن الطريقة الدافئة والإنسانية التي تحدث بها الملك كان لها تأثير بالغ في طمأنة الناس.
وأكد ديمبلبي أن حديث الملك عن التعايش مع السرطان يساهم في تغيير الصورة النمطية عن المرض، ويؤكد أنه “ليس حكمًا بالموت”، بل حالة يمكن التعامل معها عند الاكتشاف المبكر.
ولفت إلى أنه عند الإعلان سابقًا عن خضوع الملك للعلاج من تضخم البروستاتا، شهد موقع NHS قفزة كبيرة في عمليات البحث، وهو ما يؤكد التأثير المباشر لكلمات الملك على السلوك الصحي العام.
رسالة تتجاوز حدود بريطانيا
لم تكن رسالة الملك تشارلز مجرد شهادة شخصية، بل تحولت إلى دعوة عالمية صادقة لتغيير ثقافة الخوف من المرض، والتأكيد على أن الكشف المبكر عن السرطان هو السلاح الأقوى في مواجهته.
وبين الصراحة، والهدوء، والمسؤولية، قدّم الملك نموذجًا نادرًا في استخدام المنصب للتوعية الصحية، في رسالة إنسانية من شأنها أن تُنقذ أرواحًا كثيرة… بصوت واحد، وكلمة صادقة.
اقرأ أيضًا: الملك تشارلز يسحب لقبين آخرين من الأمير أندرو
ليما الملا
@9news BREAKING: King Charles shares an update on his cancer treatment. #9News #9Today
منصّة كوليس منصة إخبارية فنية إجتماعية عربية مستقلة

