هل تذكّركم قصتها بقصة شيرين عبد الوهاب؟
عندما كتبت بريتني سبيرز منشورها الأخير على إنستغرام، لم تكن مجرّد نجمة عالميّة تكشف تفاصيل حياة شخصية، بل كانت امرأة تقف عارية أمام جمهورها، تعترف بأن زواجها من سام أصغري لم يكن سوى “تشتيت وهمي” لتغطية جرح أعمق: فقدانها التواصل مع ولديها لثلاث سنوات كاملة.
جرح الأم قبل جرح الزوجة
اعترفت بريتني أن أكثر ما دمّرها لم يكن الطلاق أو الأضواء أو الفضائح، بل حرمانها من سماع صوت ابنيها أو إرسال رسالة إليهما. وصفت تلك المرحلة بأنها “أصعب سنوات حياتها”، حيث كان سر بقائها مجرد إنكار ودموع متكررة. زواجها، كما قالت، لم يكن حبًا حقيقيًا بقدر ما كان وسيلة للهروب من ألم الغربة العاطفية.
رحلة التعافي… تذوّق الحياة من جديد
في لحظة بدت شاعرية ومؤثرة، كتبت بريتني أنها استعادت شهيتها للطعام كما لو كانت طفلة تتذوقه للمرة الأولى. الطعام هنا لم يكن مجرد حاجة جسدية، بل رمزًا للتحرر من القيد، لملكية الجسد والقرار، وللعودة إلى الحياة بعد سنوات من “الوصاية والقيود”.
زواج قصير وظلال طويلة
منذ لقائها بأصغري عام 2016 وحتى انفصالهما عام 2023، كان حب بريتني تحت مجهر الإعلام. أصغري رد سريعًا على اعترافاتها قائلاً إن الزواج كان حقيقيًا بالنسبة له، لكنه اعترف في الوقت نفسه أن الشهرة حوّلت علاقتهما إلى ساحة صراع مع الضغوط والاتهامات.
مفارقات الحياة والشهرة
ما بين بريتني التي فقدت حريتها لسنوات تحت وصاية محكمة، وبين أصغري الذي واجه اتهامات بأنه “يستغلها”، ظهرت الحقيقة: الشهرة ليست مجرد بريق، بل عبء يثقل الكتف، ويحوّل الحب إلى معركة مع الرأي العام.
استعادة ما سُرق
لكن وسط كل هذا الخراب العاطفي، جاءت لحظة تعويض: لقاء بريتني مع ابنها جايدن بعد انقطاع دام سنوات. بالنسبة لها، كان هذا اللقاء أهم من كل حفلات هوليوود ومن كل بيانات الطلاق، لحظة تستعيد فيها الأم أبناءها، حتى لو كان الزمن قد سرق الكثير.
هل هي نسخة أخرى من شيرين عبد الوهاب؟
حين نقرأ قصة بريتني، لا يمكننا إلا أن نستحضر حكاية شيرين عبد الوهاب: نجمة متمردة على القيود، تعيش بين زواج صاخب وعائلة متدخلة وضغوط نفسية جعلتها أكثر من مرة على حافة الانهيار. فنانتان التقتا على محبة الناس رغم اختلاف المصير، لكن خلف الستار هناك امرأة تنزف بين فقدان الحرية، أزمات عاطفية، وحروب مع أقرب الناس.
المفارقة أن بريتني وجدت عزاءها في الطعام البسيط وكلمة “لا”، بينما شيرين تبحث عن خلاصها بين بيانات عائلية وتصريحات متضاربة.
فهل نحن أمام قصتين متشابهتين لفنانتين من عالمين مختلفين، أم أن الأضواء دائمًا ما تكتب نفس النهاية المأساوية للنساء اللواتي يحاولن أن يعشن بطبيعتهن وسط عالم لا يرحم؟
اقرأ أيضًا: شيرين عبد الوهاب في عين العاصفة.. من يوقف دوامة الاتهامات والبيانات؟
ليما الملا