غيب الموت الإعلامي بسام براك عن عمرٍ ناهز الثالثة والخمسين بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً فراغاً كبيراً في الساحة الإعلامية اللبنانية والعربية. رحيله ليس غياب صوت على الشاشة أو وراء الميكروفون، بل غياب مدرسة كاملة في اللغة والأداء والإلقاء.
تميّز براك بلغته العربية المتينة وأسلوبه الهادئ المفعم بالرصانة، فكان مرجعاً في الإلقاء ومعلّماً لأجيال من المذيعين والصحافيين الذين استفادوا من علمه وشغفه. درّس في الجامعات، وشارك في مؤتمرات دولية، وابتكر مسابقات الإملاء التي أكدت حبه للغة الضاد وإصراره على ترسيخ جمالها في الوجدان.
بسام براك لم يكن إعلامياً فحسب، بل كان حالة ثقافية وإنسانية فريدة، يجمع بين المعرفة والتهذيب، وبين الدقة في الكلمة والصدق في الأداء. على مدى أكثر من ثلاثة عقود، كان صوته عنواناً للمهنية، وحضوره مثالاً للرقي والالتزام.

برحيله، خسر الإعلام اللبناني قامة راقية وصوتاً نقياً، وخسرت اللغة العربية أحد أخلص المدافعين عنها. سيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الكلمة وأذهان طلابه وزملائه، رمزاً للإعلام المسؤول واللغة الجميلة التي أحبّها حتى آخر لحظة.
رحم الله بسام براك، وجعل ذكراه نبراساً لكل من آمن بأن الكلمة مسؤولية، وأن الصوت يمكن أن يكون رسالة خالدة.
اقرأ أيضًا: رحيل الإعلامي اللبناني بسام براك بعد صراع مع المرض
ليما الملا
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

