ترامب في الأمم المتحدة: بين “الخطاب التاريخي” و”الكوميديا السوداء”
ترامب

شبح جيفري إبستين يطارد ترامب في بريطانيا

لا يحتاج الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جواز سفر كي يتنقّل بين الدول؛ يكفيه أن يحمل حقيبة مليئة بـ”أشباحه القديمة”، وعلى رأسها شبح رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين.

فما إن حطّت طائرته في بريطانيا، حتى سبقه إبستين إلى شوارع لندن،حاضرًا في لافتات ضخمة رفعها متظاهرون غاضبون.

استقبال غير معتاد

في العادة، يستقبل الرؤساء السابقون بالورود أو السجاد الأحمر. لكن ترامب حظي بـ”استقبال استثنائي”: آلاف المحتجين يهتفون ضده، وصور إبستين ترفع في وجهه كمرآة تذكّره بما يحاول نسيانه.

بدا المشهد وكأن بريطانيا لم تجهّز له مائدة شاي بعد الظهيرة، بل مائدة من الغضب الشعبي.

ترامب والجدل المستمر

المثير أن ترامب جاء وفي جعبته خطابات معدّة بعناية حول “العظمة” و”الوعود”، لكن الجمهور لم يسمع شيئًا منها.

المظاهرات سرقت الأضواء، والإعلام لم يركز إلا على اللافتات والصرخات التي تؤكد أن الماضي لا يموت بسهولة. ترامب، الذي لطالما اعتاد أن يكون محور الجدل، بدا هذه المرة مطاردًا لا صانعًا له.

إبستين… الحاضر الغائب

قضية إبستين لم تعد مجرد ملف قضائي أغلق بوفاته، بل تحولت إلى رمز للفساد والعلاقات الملتبسة في عالم السياسة والمال.

ربط اسم ترامب بهذا الرمز كفيل بإحياء النقاش كل مرة يظهر فيها علنًا، لتبقى صور إبستين جزءًا من ديكور أي زيارة خارجية له.

وفي الختام

زيارة ترامب إلى بريطانيا كان يمكن أن تكون مناسبة بروتوكولية عابرة، لكنها تحولت إلى مسرح تُعرض فيه أشباح الماضي على الملأ.

وبينما يواصل ترامب مسيرته للعودة إلى الساحة السياسية، يبقى شبح إبستين واقفًا على باب كل قاعة وميدان، يذكّره بأن الذاكرة الجماعية للجمهور أقوى من أي خطاب معدّ سلفًا.

اقرأ أيضًا: كيف صُدم مؤيدي ترامب بعد أن رفض بام بوندي كشف وثائق إبستين؟

ليما الملا