طفل فلسطيني يبتسم في أرضٍ كل الأشياء فيها تبكي والحياة تباع بالدولار
إن كانت هذه الابتسامة قد جذبت انتباهك؛ لأنها لطفل فلسطيني مبتسم في أرضٍ تبكي فيها كل الأشياء، المنازل تبكي أهلها الذين دفنوا تحت الركام، والأحياء تفتقد اللقاءات والذكريات التي كانت تجمع من فرَّقهم العدوان، من أراضيهم التي يعيشون فيها ببطون خاوية من الطعام، وبقلوبٍ ملئية بالآلام، في الوقت الذي تنعدم فيه كل سُبل المعيشة ومقومات الحياة، حيث وصل سعر كيلوغرام السكر إلى 122 دولارًا!
من بواعث الأمل أن يبتسم طفل في مكانٍ كل الأشياء فيه تدمع وتتوجع
المصائب أكبر من قدرات القلوب على التحمل
كثيرة هي قصص الحزن التي تغرق بها قلوب ومشاعر إخواننا في فلسطين، تخيل شعور أن ذلك الذي تم اغتيال كل أشيائه ولم يبقَ له إلا بدنه، أما أهله ومصدر رزقه ففي خبر كانَ!
يا لمرارة الحياة وصعوبة الموقف عندما يفقد الإنسان مَن كانت تحلو الحياة بِهم ومعهُم..
نعم، ماذا تبقى بعد أن يفقد الإنسان شريك حياته الذي كان يؤنسه، أو بعدما تفقد الأم طفلها الذي اعتادت على احتضانه صباح مساء، أو عندما يُحرَم الرضيع من أمِّه التي ذهبت بلا رجعة؟
هكذا هي حياة الغزيين الذين تحيط بهم الأزمات والفقر من كل الجهات، لدرجة أن المصائب باتت تفوق قدرات القلوب بأرقامٍ قياسية!
عندما تصبح الأمومة وجع
أرقام تجعل سعادتنا تساوي صفر
لو تأخر الطعام على أحدنا ساعة، يبدأ يتذمر هذا وهو يعلم أنه سيأكل بعد قليل، فما بالك بمَن هو محروم تمامًا من الطعام منذ أشهر!
نعم، كارثة إنسانية تُدمي القلب خصوصًا بعد مرور 140 يومًا على الإغلاق التام لجميع معابر قطاع غزة ومنع إدخال الإمدادات، بالإضافة إلى استهداف أكثر من 57 مركز مساعدة!
أرقام كثيرة تجعل سعادتنا تساوي صفر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لنا أن نتخيل أن 650 ألف طفل مهددَّون بالموت بسبب المجاعة وسوء التغذية، وأكثر من 70 طفلًا ماتوا الجوع، ويا له من وجع أن 620 إنسان توفى بسبب نقص الدواء، وكم هو موجع أن أكثر من 3500 امرأة من الحوامل قررنَ اللجوء للإجهاض بسبب نقص المواد الغذائية الضرورية!
تخيل أن هذا الفتى يقتات على بهارات يخلطها بالماء المالح
تصور معي الحياة هناك
تصور معي أن تصبح الوجبة بهارات مخلوطة بماء مالح، تصور معي أن يرى الأب أطفاله يبكون من الجوع، تصور معي أن الرضيع رغم صغر سنه موجوع على فِراق أمه بعد أن فقد دفء حضنها ورائحة حنانها..
نعم، هذا ما يحدث في بلدٍ وصل فيه سعر الكيلو السكر إلى 122
دولار، والكيلو الأرز إلى 33 دولار، والكيلو الدقيق إلى 50 دولار..
اقرأ أيضًا: توضيح حول الأخبار المتداولة بشأن كسر الحصار ودخول مساعدات إلى غزة
ختامًا، كل الأرقام صعبة، والمصائب تفوق نَفَس الصبر العميق، والجروح تتخطى كلمات الجبر، فكيف يُجبر أو يرتاح خاطر، فقد كل شيء، دون أن يتركب أي ذنب سوى إنه يحلُم بحياة كريمة يعيش فيها كإنسان؟!
أنور العواضي
