هناك أصوات تُشبه الأوطان… أصوات تعبر بنا فوق الجراح والذكريات، وتُعيد ترتيب الفرح داخل قلوبنا مهما تبدّل الزمن. وفي مقدّمة هذه الأصوات، تقف فيروز… سيّدة الضوء، المعنى، والمقام العالي.
عيد ميلاد فيروز ليس مناسبة عابرة، بل لحظة يتوقف عندها اللبناني والعربي ليسترجع شيئًا من ذاته؛ فيروز ليست فنانة عابرة… بل ذاكرةٌ مشتركة تسكن كل بيت، وتشرق مع كل صباح جديد
منذ عقود، يرتبط الصباح العربي بذلك الصوت الهادئ الذي يشبه نسيمًا يمرّ فوق المدن النائمة: “تصبحون على وطن”، “سألوني الناس”، “نسم علينا الهوى”… أغنيات لم نعد نفصلها عن تفاصيل حياتنا. فيروز كانت الجسر الذي عبرته الأجيال لتشعر بالحميمية، بالسكينة، وبجمال بسيط لا يهرم.
قوّة فيروز ليست فقط في صوتها البلوري، بل في قدرتها الاستثنائية على جعل المستمع جزءًا من الحكاية. أغانيها لا تُروى… بل تُعاش. هي ذاكرة أمّ، دمعة مهاجر، نبض عاشق، وحنين مدينةٍ تبحث عن نفسها.
ورغم مرور الزمن، تبقى فيروز ثابتة كالأرز، راسخة كجبل لبنان الذي أحبّته وغنّت له. حضورها اليوم يشبه لحظة هدوء… لحظة تملأ القلب سكينة، احترامًا لامرأة صنعت هوية فنية ورفعت الفن إلى مستوى لا يبلغه إلا الكبار.
في عيدها، نحتفل بامرأة لم تتغيّر مكانتها يومًا. نحتفل بصوت علّمنا معنى الصباح… وأعطى للحنين شكله الأجمل.
كل عام وأنتِ رمزًا… وكل صباح يبدأ بصوتك هو صباح أجمل.
اقرأ أيضًا: عندما يعانق صوت فيروز إيقاعات دريك… حوار موسيقي بلا حدود
ليما الملا
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

