كاظم الساهر… فنان الرصانة والهيبة
كاظم الساهر

كاظم الساهر… فنان الرصانة والهيبة

عندما يُذكر اسم كاظم الساهر، يتبادر إلى الذهن فوراً ذلك الحضور المهيب الذي يفرض نفسه دون صخب أو مبالغة.

فالفنان الكبير لم يكن مجرد صوت استثنائي أو ملحن بارع فحسب، بل قدّم صورة نادرة للفنان الذي يوازن بين الموهبة الطاغية والرزانة العميقة، ليصبح أيقونة تجمع بين الفن الرفيع والشخصية المتزنة.

الاسم الذي يليق بصاحبه

الجميل أن اسم “كاظم الساهر” يتمثل في شخصيته بدقة لافتة. فكلمة “كاظم” ترتبط بالحكمة وضبط النفس، وهو ما يكون واضحًا في حضوره الرزين الذي جعل من اسمه عنواناً لمسيرته الراقية.

فقد اختار أن يكظم المغريات ويحافظ على وقاره، حتى في مواقف ينجرف فيها آخرون وراء الاستعراض، رافضاً تحويل المسرح إلى مساحة للتميع أو فقدان الهيبة، ليبقى الفن عنده قيمة حقيقية ورسالة أسمى لم ينجرّ يوماً وراء النزاعات السطحية أو الاستعراضات الإعلامية، بل اختار أن تكون موسيقاه وشعره هما لغته الأرقى للتواصل مع جمهوره.

رزانة في الفن والحياة

رزانة كاظم الساهر لم تكن مجرد صفة شخصية، بل تحولت إلى منهج فني. فهو فنان يقف على المسرح وكأنه يُحرك موجًا من المشاعر، يترجم كلمات نزار قباني أو ألحانه الخاصة إلى لحظات خالدة تلامس الوجدان.

هذه الرزانة انعكست أيضاً على مواقفه، فنراه بعيداً عن المبالغات الإعلامية، حريصاً على أن يبقى الفن رسالة إنسانية لا ساحة جدل.

إرث خالد يتجاوز الأجيال

اليوم، وبعد عقود من النجاح، بات كاظم الساهر رمزاً عربياً يتجاوز حدود الأغنية. هو مدرسة في أن الرزانة لا تعني الجمود، بل تعني الثبات على قيم الفن الرفيع والتمسك بصدق الكلمة والنغمة. وربما لهذا السبب بقي اسمه – تماماً مثل شخصيته – مرتبطاً بالهيبة والوقار، ليبقى “القيصر” الذي لا يشبهه أحد.

اقرأ أيضًا: رسالة لطيفة لكاظم الساهر في عيد ميلاده؟

ليما الملا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *