في أعماق المسلسل، حيث تتلاقى الكلمات مع مصائر أبطالها، يولد فرج الدشت من رحم القاع الاجتماعي، رجلاً يحمل على كتفيه أثقال المهن الاضطرارية، من سباكة القبور إلى تهريب البضائع، كأنما حياته لم تكن سوى سلسلة من الأدوار القاسية التي فرضتها عليه الأقدار.
إقرأ: شخصيات مسلسل البطل: الأكثر تأثيرًا وإقناعًا في مواجهة التحديات كيف؟!
كل مهنة التصقت به نسجت جزءًا من خطابه، حتى غدت كلماته مشبعة برائحة الفقد والتعب، بالحلم العالق بين الممكن والمستحيل.
لم يكن فرج مجرد شخصية، بل مرآة لانكسارات الطبقة المنسية، رجل يحاول أن يرفع قامته ولو شبرًا فوق الهاوية، لكن الحياة تمسكه من تلابيب روحه وتجرّه للأسفل. كل تفصيل فيه يشي بصراعه: رجفة صوته، نظراته التي تنحني قبل أن تكتمل، ودموعه التي تتجمع عند حافة العيون كأنها ترفض السقوط لكنها لا تجد مهربًا آخر.
إقرأ: مسلسل البطل يفتح الوجع السوريّ من جديد وهذا مصير شخصياته!
ببراعة مذهلة، أعار محمود نصر روحه لهذا الدور، فلم يؤدِّه بل عاشه، جسد الألم بحساسية لامتناهية، حتى بدا فرج الدشت وكأنه خرج من الشاشة ليجول في أزقة الحياة الحقيقية. في مسلسل البطل، كان هو البطل المختلف، الذي لم يُكتب له المجد، لكنه حمل في داخله بقايا جمال غلبته القسوة، فصار بطلاً رغماً عنه، بطلاً مهزوماً… لكنه لا يزال يقاوم.
محمد الخزامي
منصّة كوليس منصّة كوليس الفنية لأخبار النجوم

