زيلينسكي و”البدلة العسكرية الرسمية”: حين يصبح الزي رسالة دبلوماسية
زيلينسكي

زيلينسكي و”البدلة العسكرية الرسمية”: حين يصبح الزي رسالة دبلوماسية

في واشنطن، حيث الأعلام ترفرف والكاميرات تلمع أكثر من ابتسامة الرئيس ترامب، دخل فولوديمير زيلينسكي ببدلته التي لا تشبه ما اعتاد العالم أن يراه في البيت الأبيض.

لم يكن يرتدي بدلة رسمية على طريقة السياسيين الأميركيين، بل “نسخة محسّنة” من زيه العسكري، لتتحول ملابسه إلى بيان سياسي لا يحتاج إلى خطبة مطوّلة.

ترامب، الذي يهوى المسرح أكثر من السياسة، نظر إلى زيلينسكي بابتسامة عريضة وقال: “I love it”… وكأنه يعلّق على قطعة ديكور جديدة في برج ترامب، لا على زيّ رئيس دولة في حالة حرب.

لكن زيلينسكي، ببساطة وصرامة، أجابه: “It’s the best I have.” جملة قصيرة تختصر مأساته ومأساة بلاده، وتجعل من كل غرزة في تلك البدلة صرخة ضد الاحتلال.

السخرية هنا أن ترامب لطالما انتقده – أو سمح لأتباعه بانتقاده – لأنه لا يرتدي ربطة عنق. وكأن عقدة الحرب ستُحل بعقدة أنيقة حول الرقبة! زيلينسكي، في المقابل، أصرّ أن يبقى“الجندي الرئيس”، فزيّه لم يكن اختيارًا عابرًا، بل إعلاناً: “لن أرتدي البدلة الكاملة إلا بعد النصر.”

بينما ينشغل ترامب بالتعليقات عن الأزياء وكاميرات الإعلام، يواصل زيلينسكي لعب دور مزدوج: قائد على الجبهة وصاحب رسالة أمام العالم. مظهره لم يكن مجرد رمزًا للمقاومة، بل صفعة غير مباشرة على وجه من يظن أن الحرب يمكن اختزالها في بروتوكول وضغط زر تصوير.

في النهاية، قد يكون ترامب بارعًا في استعراض الكلمات، لكن زيلينسكي أثبت أن قطعة قماش – حتى لو كانت بسيطة بلون داكن – قد تحمل وزن أمة بأكملها، وتقول للعالم ما لا يستطيع ترامب قوله في أطول مؤتمر صحفي.

اقرأ أيضًا: بوتين وترامب في ألاسكا… لقاء بارد لرسم خرائط ساخنة

ليما الملا